كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



ووافق ابن خروف الأكثرين على أن الهمزة للاستفهام، لكنه خالفهم في كونها عوضا من حرف الجر المحذوف، قال: "وإنما دخلت لمعناها لا للعوض" (1) وقد استظهر هذا الرأي- موافقة لا متابعة- في الهمزة وها- أستاذي عبدالله بابعير (2) بناء على أن العوض لا وظيفة له على مستوى الدلالة أو التركيب، بل يؤتى به لإكمال نقص لفظي ينشأ عن إسقاط بعض عناصر البنية التصريفية للكلمة، أو بعض عناصر التركيب اللفظي أو الجملي، ولكل من حرفي التنبيه والاستفهام وظيفة دلالية يؤديها عند دخوله في سياق القسم المؤدى بالحرف المحذوف، أما قطع همزة الوصل فرأى أنه ليس عوضا كذلك بل هو تغيير لحق همزة الوصل في لفظ الجلالة من صورة الوصل إلى صورة القطع، فالهمزة في أصلها باقية وإنما غيرت من همزة الوصل إلى همزة القطع، فليس ثمة عوض مستجلب لحرف الجر المحذوف.
ولأبي حيان وجهة ثالثة، وهي أنه يوافق الأكثرين على أن الأحرف الثلاثة ها، والهمزة، وقطع الهمزة، أعواض من حرف الجر المحذوف، ولكن الهمزة- عنده- ليست استفهاما حقيقة، وها ليست للتنبيه يقول: "وأصحابنا يعبرون عن هذه الهمزة بهمزة الاستفهام وليست استفهاما حقيقة" (3) ويقول: في ها: "وأصحابنا يعبرون بها للتنبيه" (4).
وقد تقدم أن لا عوض من حرف القسم الباء إلا الواو، والتاء بدل من الواو (5) أما هذه الأحرف الثلاثة ها، والهمزة، وقطع الهمزة، فالقول فيها ما ذهب إليه أستاذي.
- - - - - - - - - -
(1) شرح جمل الزجاجي: 1 /509.
(2) ينظر ظاهرة التعويض (بحث): 4، 36- 37.
(3) ارتشاف الضرب: 2 /477.
(4) المرجع السابق. وينظر: المساعد: 2 /307، وهمع الهوامع: 2 /392.
(5) ينظر: 170 من هذا البحث.